هو والجنيَّه والبحر .. 3
في الحلم . اثناء حلمة يرى
عيون تقترب منه ، تقترب
وتقترب . يفتح عينية ينظر في العيون . يزيد تركيزة بها . وهي ما زالت تقترب . الى
ان تتداخل عيونهما معا . لا يعرف حينها اين هي عيونها . يبدو انه قد دخل في عيونها
. واصبح يرى جسدة امامة ملقى جثة هامدة . لا حراك . سوى حركات سريعة لعيونة يمينا
ويسارا من تحت جفونة . وشيئا فشيئا يبدأ في الابتعاد . او ان جسدة هو من يبتعد .
الأهم ان الرؤية أصبحت ليست كما هي . يصعد إلى أعلى . إلى أن يختفي جسدة من أمامة .
ثم يسمع الكثير من الاصوات
من حولة . في مكان مظلم تماما . لا يرى أحد فيه . سوى الكثير من الكلمات المتداخلة
. الغير مفهومة . البعض يتكلم بصوت عال . البعض يهمس . يجد نفسة غارقا في عالم لم
يعرفة سابقا ، لا يعرفة . يريد أن يعلي صوتة أن يصرخ أن يتكلم ولكن لا يستطيع .
وكأنه اصيب بالخرس .
عالم مظلم تماما . حتى انه
لا يعرف اذا كان يتحرك ام انه ثابت . يشعر بالاجهاد . يغمض عينية ولكن هيهات هيهات
. فهي في الاساس ليست عيناه . اذن من هو . كيف هو . وما تلك العيون التي كانت
السبب فيما هو فيه . عيون من تلك ؟
هناك نقطة بيضاء . ليست
بيضاء انه نور يضيء . يبدو انه عالمه الحقيقي . يفتح عينية اكثر فأكثر . يحاول
الوصول . النور يقترب . الاضاءة تزيد . يصل ليجد ذاك البحر الكبير . الكثير
من الامواج المتضاربة .
ينظر يمينا ويسارا . يحاول
الوصول الى ما بعد ذلك . ولكن لا فائدة .
يسمع صوت من بعيد : أهلا بك
في عالمي .
يستيقظ من حلمة . متصبب عرقا
. تتضارب انفاسة كأنه كان يغرق .
ينظر من حولة . هذة غرفتة .
ها هي شرفتة .
يمد يده بشكل عفوي تلقائي
بجانبة . يجد ولاعتة وعلبة سجائرة .
يلتقطها سريعا . يخرج واحدة .
يشعلها ليهدأ . ثم يقف ليتجه ناحية الشرفة .
يقف ينظر هناك الى نقطتة
المعتادة الغير واضحة . البعيدة المدى .
ينتهي سريعا من السيجارة .
يطفئها .
يدخل غرفتة ليغير ملابسة .
ليبدأ رحلتة .
يتحرك ثابت الخطى . عارف
وجهتة .
غير ظاهر عليه أية ملامح
واضحة المعالم .
لا ينظر يمينا او يسارا .
فقط ينفث ذاك الدخان هذا بعد ان اشعل سيجارتة الأخرى .
يصل الى تلك السلالم في هذا
الظلام . ينزل ليجد البحر يستقبلة بتلك النغمات .
امواج فأمواج . تطاير قطرات
ماء هنا وهناك .
يبدأ في الكلام : ما فيش فايدة
فيك . صدقني . احكيلي وقولي اية اللي فيك . شيلني شوية من
اللي عندك دا انا اصلا شايل كتير . وقولي سرك . دا شكل سرك خطير .
وانتي يا اللي جننتيني .
انتي فين ؟
الله يا بحر صحيح . هيا لسة
ما جتش .
انا جاي في ميعادي بالتمام .
صوت يأتية من بعيد : نمت يا
مجنوني وسبب جنوني ؟
أنا موجودة من زمان . أنا
اصلا ما روحتش بعيد .
هو : ولا النوم هوب من عيني
. ولا شوفتوش . ولا حستوش .
هي : ودا مش جديد .
ما انت اساسا نايم على طول .
انت دلوقتي اصلا نايم .
هو : نايم ؟! يعني انتي مش
حقيقة ؟ وانا مش حقيقي ؟! والبحر دة وضعة اية طيب . هوا كمان مش حقيقي ؟!
بس بقولك اية . انا عاجبني
كدة . ومبسوط اوي كدة .
انتي بس كمليلي اللي كنتي
بتحكهولي .
فاكراه ولا افكرهولك .
هي : قولتلك ان قلبك كان
خيال . او شيء اقرب للخيال . شيء ما شوفتهوش في قلوب آخرين .
جروح وكدمات مختلفة .
متناثرة في انحاء المكان . كدمات مختلفة الألوان . البعض اصبح قاتم . البعض يبدو
أنه ما زال جديدا . وكأنه لتوه خارج من معركة طاحنة .
هو : ايوة ايوة انا فاكر .
الجديد دا كان ....
هي وقبل ان ينهي كلماتة :
اخبرتك انه اثناء حديثي اريدك فقط مستمع .
فأنا ما زلت لم انتهي في سرد
كيفية انه انت كنت السبب لا أنا .
ومن حقي وعلى ما اعتقد في
قانونكم ان لي حق الدفاع عن نفسي الى النهاية .
هو : القوانين قابلة للتغير
. وهي بالفعل قد تغيرت واختلفت . فهناك قوانين قد زالت ومحيت ، والبعض خلق جديدا .
هذا فقط للعلم بالشي . ولكن كما قلتي انتي لكي حق الحديث واخبرني . وكما قلت انا
اني مستمتع باستماعي لكي .
هي : الحق يقال حينها أخذت
في الاقتراب شيئا فشيئا من تلك الجروح أتأملها . حتى اني حاولت ان المسها . ولكن
كلما قربت يدي منها ، انقبض القلب خائفا . كنت تائهة في كيفية أن تحدث تلك الجروح
والكدمات . وما السبب في كل تلك الأشياء . وما هي قصتك التي كانت ومازالت .
حينها وفي كل تلك المحاولات
اليائسة للوصول الى الاسباب ، قاطعتني بصوتك : مستغربة انتي من الجروح . دا دول بس
اللي قدرت اداويهم . بس فية جروح مش هتلاقيها ظاهرة . وفية خسائر في كل تلك
المعارك مش هتشوفيهم ولا تعرفيهم بمجرد النظر . الخسائر كانت اكبر واكتر من مجرد
جرح طاب . الخسائر كان شيء راح وما بيرجعش . حاجات اتقتلت وماتت . مين فاكرها غيري
انا ؟! مين شايفها ؟ مين عارفها . مين حاسسها ؟!
مستغربة من لون ازرق في قلب
. وما تعرفيش انه عشان يتغير لون بيعدي بمية لون ولون . بتكون رحلة طويلة من ابيض
لأسمر . ومن أسمر لأزرق .
انا وقد كنت مندهشة ، احاول
ان اكذب على نفسي واقنعها بأن كلامك معي مجرد خيال ، صدفة كما كانت من البداية ،
سألتك : انت مين ؟
انت : انا شيء مجهول . ليس
له وجود . صعب الوصول . سهل السقوط .
انا وقد زاد استغرابي ، اسألك وغير متأكدة بأنك
تستطيع سماعي : مش فاهمة حاجة .
انت : مش فاهمة حاجة . وانتي
بالاساس كل حاجة .
ما تفكرهاش صدفة . ما فيش
شيء في حياتنا صدفة .
انا عارف انك لدلوقتي مش
مصدقة اني شايفك .
شايفك بصوتك . بقلبك بروحك .
وجيت بس عشان اعرفك ان مجرد
نظراتك مش هتكفي .
وبعد ان انتهيت انت حينها من
كلماتك التي كانت تزيد اللغز ألغازا . وتزيد حيرتي حيره .
هربت منك . خرجت وابتعدت
بعيدا خارج قلبك . فيبدو اني معك سأصل لشيء غير موجود . لن اقول انه كان شيء غير
معقول فأنا أعرف تماما كيف الجنون وحتى اني اعرف طريقة تفكير كل العقول .
هربت منك ولم انظر خلفي . لم
انتظر . لم استمع لهتافك الذي بدأ يعلو ويعلو . انتظري ابقي معي . كيف لكي ان
تهربي . كيف بمجرد رؤيتك تبعدي . اتخافيني وانا الخوف قد صار صديقي . اتهجريني
وانا الوحيد المهاجر ولم يهاجر . اتتركيني وانا المتروك . انا المقتول انا المذبوح
انا الجروح . احرك رأسي محاولة ان لا استمع . ولكن كلماتك كانت ترن في قلبي لا في
آذاني
ردحذفما شاء الله على خيالك
عجبنى أووى الجزء الأخير
بالتوفيق :)
تشكراتي ( مروه ) على مرورك وتواجدك اللي بيسعدني .
ردحذفتشكراتي على دوام التواصل اللي بيرفع من روحي المعنوية . كلك ذوق .
شرفتيني . تقبلي احترامي وكامل تقديري .