المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2025

حين يعجز النوم، ابحث عن الكتف الذي يفهمك

إذا ضاقت بك الليالي، وانكمشت ساعاتها في صدرك كأنها لا تنوي الرحيل، لا تفتح هاتفك، لا تعد أكواب القهوة، لا تراجع أفكارك… ابحث عن أكثر شخص تحبه، وارمِ رأسك على كتفه، بصمتٍ يشبه الرجاء. ليس لأن النوم سيأتي، بل لأنك ستشعر أن أحدًا يحتملك دون أن يطلب تفسيرًا. أن هناك من يراك متعبًا ولا يطالبك بالقوة، من يفهم أن الأرق ليس ضعفًا، بل فائض شعور لم يجد من يصغي له. الكتف الذي نحب لا يداوي كل شيء، لكنه يمنحنا لحظة صدق، لحظة نكون فيها بشرًا، لا أبطالًا ولا منهكين… فقط بشر.

بتكسرني؟ طيب شوف نفسك بعدي

في ناس مش بيهدوا غير لما يشوفوك مكسور، كأن انكسارك بيشبع جواهم حاجة ناقصة بس اللي ميعرفوش إن كل مرة بيكسروا فيها حد، بيتكسر جواهم حاجة تانية يمكن مش بيحسوا بيها في ساعتها، بس بتفضل تنخر فيهم على المدى الطويل اللي بيطلب انكسارك، فاكر إنه بيكسب… بس الحقيقة؟ هو بيخسر إنسانيته، بيخسر احترامك، وبيخسر جزء من نفسه لأنك لما تتهد وتقوم، بتقوم أقوى وهو؟ بيبقى واقف قدام مرآة مش عارف يواجه صورته الانكسار مش دايم، لكن الجرح اللي بيسببه للغير… بيعيش وكل مرة حد بيكسر حد، بيتكسر فيه ضمير، بيتكسر فيه سلام وفي الآخر، اللي كان عايزك تقع… بيقع لوحده، بس من جوه

حلمك في غيرك عايشه ، واللي انت عايشه غيرك بيحلم بيه

حلمك في غيرك عايشه ، واللي انت عايشه غيرك بيحلم بيه كل واحد فينا عايش فيلمه بص يا سيدي، كل واحد فينا ماشي في حياته كأنه بطل فيلم، بس فيلمه هو، مش فيلم حد تاني. يعني اللي انت شايفه عند غيرك وتحس إنه حلم، ممكن يكون هو زهقان منه. واللي انت شايفه عادي في حياتك، ممكن يكون حد تاني بيتمناه من قلبه. فيه ناس بتصحى الصبح على صوت عيالها، وتتعب طول اليوم، بس بتحس إنها عايشة. وفيه ناس بتصحى في هدوء، بس بتحس بالوحدة. يعني مش كل اللي ظاهر قدامك هو الحقيقة، ومش كل اللي ناقصك هو اللي هيكملك. الحياة مش سباق، ومفيش خط نهاية. كلنا بنجري، بس في طرق مختلفة، وبسرعات مختلفة. المهم إنك تبص حواليك، وتقول: “أنا ماشي بطريقتي، وبحاول أكون أحسن من امبارح.” الرضا مش معناه إنك تبطل تحلم، بس معناه إنك تحب اللي عندك، وتشتغل على اللي نفسك فيه، من غير ما تكره نفسك أو تقارنها بحد.

هل عشت فعلاً ما شعرت به؟

هل عشت فعلاً ما شعرت به؟ في لحظة تأمل صامتة، يقف الإنسان أمام ذاته متسائلًا: هل كل ما شعرت به في حياتي كان حقيقيًا؟ هل الحب الذي ظننت أني عرفته، والصداقة التي ظننت أنها احتوتني، كانت مشاعر أصيلة أم مجرد ظلال مرت بي دون أن أراها بوضوح؟ تبدأ الأسئلة في التسلل: من هو صديقي الحقيقي؟ هل أحببت يومًا؟ هل شعرت فعلًا بما تعنيه الأبوة أو البنوة أو الأخوة؟ أم أنني فقط عشت هذه العلاقات دون أن أختبر جوهرها؟ أحيانًا يبدو وكأن الذاكرة قد محَت كل أثر لتلك الأحاسيس، أو أنني لم أكن حاضرًا بما يكفي لألتقطها حين مرت. لكن هذا الفراغ لا يعني بالضرورة أنني لم أشعر. ربما كانت المشاعر موجودة، لكنني لم أكن أملك اللغة أو الوعي الكافي لأُسميها. وربما كانت خافتة، مختبئة خلف ضجيج الحياة، أو محمية خلف جدران الدفاع النفسي التي بنتها التجارب. الصدق مع النفس في هذه اللحظة ليس ضعفًا، بل هو شجاعة نادرة. أن تعترف بأنك لا تعرف، أن تبحث عن إحساس حقيقي قبل أن تنتهي الرحلة، هو دليل على حياة داخلية نابضة، حتى وإن بدت ساكنة من الخارج. المشاعر لا تأتي دائمًا في صورها الكلاسيكية. الحب قد يظهر في خوف صامت، والصداقة قد تتجلى في موق...

العالم يرقص على جراح غزة ويشرب من دماء الفلسطينيين

 العالم يرقص على جراح غزة ويشرب من دماء الفلسطينيين في زمنٍ يُفترض فيه أن تكون الإنسانية هي البوصلة، يبدو أن العالم قد فقد اتجاهه. غزة تنزف، وأطفالها يُقتلون، وبيوتها تُهدم فوق رؤوس ساكنيها، بينما كثيرون يكتفون بالمشاهدة، أو يبررون، أو يرقصون على أنقاضها. ليست القضية مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل أرواح تُزهق، وأحلام تُدفن تحت الركام. ومع ذلك، يُقابل هذا المشهد المأساوي بصمتٍ دوليٍّ مخزٍ، وتواطؤٍ إعلاميٍّ يلمّع الجلاد ويشوّه الضحية. وكأن دماء الفلسطينيين أصبحت مشروبًا يُقدَّم على موائد المصالح السياسية، وكأن جراح غزة أصبحت خلفيةً راقصةً في حفلات النفاق العالمي. غزة لا تطلب الشفقة، بل العدالة. لا تصرخ طلبًا للمساعدة، بل للمحاسبة. فحين يُستهدف المدنيون، وتُقصف المستشفيات، وتُمنع المساعدات، يصبح الصمت جريمة، والتبرير خيانة. أين الضمير العالمي؟ أين المؤسسات التي تتغنى بحقوق الإنسان؟ أين المثقفون، الفنانون، والناشطون الذين يملؤون الدنيا ضجيجًا في قضايا أقل فداحة؟ هل أصبح الدم الفلسطيني رخيصًا إلى هذا الحد؟ أم أن الإنسانية تُقاس بجواز السفر والعرق والانتماء؟ غزة اليوم ليست مجرد مدينة مح...

في الثامنة والثلاثين: حين ظننت أني اخترت

في الثامنة والثلاثين: حين ظننت أني اخترت أتممت هذا الشهر عامي الثامن والثلاثين. رقم لا يبدو كبيرًا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته وقفات تأمل لا تُحصى. يوماً بعد يوم، يتردد في ذهني أن الزمن لا يتوقف، والماضي لا يعود، والمستقبل لا يُعرف. وكلما نظرت إلى الوراء، أدركت أن ما صار وما كان في حياتي لم يكن لي فيه اختيار حقيقي، بل ظننت فقط أنني اخترت. كم من طريق سلكته وأنا أظنه قراري، ثم اكتشفت لاحقًا أنه كان نتيجة ظرف، أو استجابة لحاجة، أو انسياقًا خلف توقعات الآخرين. كم من موقف ظننته حرية، ثم تبين أنه قيد مغلف بلغة الخيار. لكن في هذه اللحظة، وأنا أراجع رحلتي، أجد أن الحرية الحقيقية لم تكن في اختيار الطريق، بل في طريقة السير فيه. في ردود فعلي، في صبري، في كلماتي، في صمتي، في نظرتي لما يحدث. وهنا فقط، أستعيد شيئًا من إرادتي، وأدرك أنني ما زلت أملك القدرة على إعادة تعريف نفسي، ولو لم أملك تغيير الماضي. الزمن لا ينتظر، نعم. لكنه يمنحنا كل يوم فرصة جديدة لنكتب سطرًا مختلفًا. والماضي لا يعود، لكنه يترك لنا دروسًا لا تندثر. والمستقبل مجهول، لكنه ليس فارغًا من الإمكانية. هو صفحة تنتظر قلمنا، لا قدرًا مك...

لقمة ووصمة: حين يُختزل الإنسان في قضمة

 🥄 لقمة الاختبار: حين تتحول القناعة إلى أداة حكم قاسي في بعض المجتمعات، تتردد عبارة تبدو للوهلة الأولى حكيمة: “اديله لقمة، لو ما رضاش يبقى طماع، ولو رضي يبقى ده اللي يكفيه.” لكن خلف هذا القول الشعبي، تختبئ نظرة سطحية تختزل الإنسان في رد فعل لحظي تجاه لقمة، وكأن الكرامة، والاحتياج، والتجربة، والظروف، كلها لا وزن لها أمام اختبار بسيط لا يتعدى حجم رغيف. 🎭 منطق الاختبار: هل هو عادل؟ الفكرة تقوم على مبدأ أن القناعة تُقاس برد فعل الإنسان تجاه القليل، وأن من لا يرضى بلقمة واحدة لا يستحق المزيد، بل يُترك حتى “يموت من الجوع”. هذا المنطق، رغم ما فيه من ادعاء للحكمة، يحمل في طياته قسوة مفرطة وتعميمًا ظالمًا. • هل كل من رفض اللقمة طماع؟ ربما هو محتاج أكثر، ربما يشعر بالإهانة من طريقة تقديمها، أو ربما مرّ بتجارب جعلته لا يثق في “الاختبار”. • وهل من رضي بها قنوع؟ ربما هو يائس، أو خائف، أو تربّى على ألا يطلب أكثر حتى لو كان يستحقه. 🧠 القناعة مش اختبار، والكرامة مش رفاهية القناعة فضيلة، نعم. لكن استخدامها كأداة للحكم على الناس وتحجيمهم هو انحراف عن معناها الحقيقي. القناعة لا تعني أن ترضى بالقلي...