العالم يرقص على جراح غزة ويشرب من دماء الفلسطينيين

 العالم يرقص على جراح غزة ويشرب من دماء الفلسطينيين

في زمنٍ يُفترض فيه أن تكون الإنسانية هي البوصلة، يبدو أن العالم قد فقد اتجاهه. غزة تنزف، وأطفالها يُقتلون، وبيوتها تُهدم فوق رؤوس ساكنيها، بينما كثيرون يكتفون بالمشاهدة، أو يبررون، أو يرقصون على أنقاضها.

ليست القضية مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل أرواح تُزهق، وأحلام تُدفن تحت الركام. ومع ذلك، يُقابل هذا المشهد المأساوي بصمتٍ دوليٍّ مخزٍ، وتواطؤٍ إعلاميٍّ يلمّع الجلاد ويشوّه الضحية. وكأن دماء الفلسطينيين أصبحت مشروبًا يُقدَّم على موائد المصالح السياسية، وكأن جراح غزة أصبحت خلفيةً راقصةً في حفلات النفاق العالمي.

غزة لا تطلب الشفقة، بل العدالة. لا تصرخ طلبًا للمساعدة، بل للمحاسبة. فحين يُستهدف المدنيون، وتُقصف المستشفيات، وتُمنع المساعدات، يصبح الصمت جريمة، والتبرير خيانة.

أين الضمير العالمي؟ أين المؤسسات التي تتغنى بحقوق الإنسان؟ أين المثقفون، الفنانون، والناشطون الذين يملؤون الدنيا ضجيجًا في قضايا أقل فداحة؟ هل أصبح الدم الفلسطيني رخيصًا إلى هذا الحد؟ أم أن الإنسانية تُقاس بجواز السفر والعرق والانتماء؟

غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل مرآة تكشف زيف الشعارات، وتفضح ازدواجية المعايير. ومن واجب كل صاحب ضمير أن يرفع صوته، لا ليواسي، بل ليطالب بالحق، ويُدين الظلم، ويُحاصر الجلاد بالكلمة والموقف.

فلتكن كلماتنا سلاحًا، ومواقفنا جدارًا أخلاقيًا في وجه هذا الانحدار. لأن الصمت في زمن المجازر ليس حيادًا، بل مشاركة في الجريمة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلم الأزرق

الشيطان يحكم ..

الخواجة عبدالقادر