لقمة ووصمة: حين يُختزل الإنسان في قضمة
🥄 لقمة الاختبار: حين تتحول القناعة إلى أداة حكم قاسي في بعض المجتمعات، تتردد عبارة تبدو للوهلة الأولى حكيمة: “اديله لقمة، لو ما رضاش يبقى طماع، ولو رضي يبقى ده اللي يكفيه.” لكن خلف هذا القول الشعبي، تختبئ نظرة سطحية تختزل الإنسان في رد فعل لحظي تجاه لقمة، وكأن الكرامة، والاحتياج، والتجربة، والظروف، كلها لا وزن لها أمام اختبار بسيط لا يتعدى حجم رغيف. 🎭 منطق الاختبار: هل هو عادل؟ الفكرة تقوم على مبدأ أن القناعة تُقاس برد فعل الإنسان تجاه القليل، وأن من لا يرضى بلقمة واحدة لا يستحق المزيد، بل يُترك حتى “يموت من الجوع”. هذا المنطق، رغم ما فيه من ادعاء للحكمة، يحمل في طياته قسوة مفرطة وتعميمًا ظالمًا. • هل كل من رفض اللقمة طماع؟ ربما هو محتاج أكثر، ربما يشعر بالإهانة من طريقة تقديمها، أو ربما مرّ بتجارب جعلته لا يثق في “الاختبار”. • وهل من رضي بها قنوع؟ ربما هو يائس، أو خائف، أو تربّى على ألا يطلب أكثر حتى لو كان يستحقه. 🧠 القناعة مش اختبار، والكرامة مش رفاهية القناعة فضيلة، نعم. لكن استخدامها كأداة للحكم على الناس وتحجيمهم هو انحراف عن معناها الحقيقي. القناعة لا تعني أن ترضى بالقلي...