البساطة ببساطة ..
نايم على سريري . وعقلي صاحي
. وعيني مش عارف كانت مقفولة ولا مفتوحة .
الأهم اني صاحي . ووانا صاحي
لاقيت نفسي بكتب في خيالي .
موضوع مش عارف كان ايه
بدايتة ، او انه اية سببة .
بس الكلام عجبني ، والموضوع
شدني .
ولاقيت نفسي قاعد اتكلم
جوايا . بتكلم بصوت مش مسموع .
بكتب بطريقة مش ظاهرة . مش
واضحة ولا باينة .
لاني في النهاية نايم .
قمت من على سريري . ومش عارف
شيء لا ارادي بيخليني لسة بكتب جوايا .
ولسة بردد نفس الكلمات في
اعماقي .
والموضوع بدل ما كان بادي
بداية صغيرة وشيء بسيط ، اصبح يتشعب وتكتر المواضيع جوا الموضوع .
وقولت لنفسي انه لازم
الكلمات دي تتحول من شيء غير واضح ، غير ظاهر . من كلمات جوايا ، غير مسموعة . إلى
أمر واقع ، حقيقي ، ظاهر ومسموع للجميع .
الموضوع كان ببساطة – البساطة .
فعلا كان الموضوع اني بتكلم
مع نفسي في حكاية ازاي نعيش ببساطة . وأهمية البساطة في حياتنا . ومدى جمال
البساطة . ودا خلاني افضل ابحث عن حاجات في حياتنا لو بقينا فيها بساط واستخدمنا
قاعدة البساطة ازاي هتبقى حياتنا لذيذة وجميلة بل ورائعة .
يعني البنت مثلا اللي
تلاقيها حاطه احمر على شفايفها ، وأخضر ولا أزرق فوق عيونها ، وأصفر فوق خدودها
والكم الهائل من الألوان اللي أنا ما اعرفهاش ، ولا اعرف سببها وقصدها ، دا غير
الرموش الصناعية والخ ..
لية تخلي شفايفها حمرا وهيا
وردية جميلة وصافية ، لية تحط اصفريكا على خدودها وخدودها لوحدها هادية ولونها
لوحدة هوا اللي يناسبها ، ونقدر نقول على لون خدودها انه لون خدودي . والاخضريكا
اللي على عنيها ما لوش أي لزمة ، عنيها لوحدها حلوة مش محتاجة تدخل الوان تانية ما
لهاش علاقة بتاتا بألوان البشرة ، والرموش الطويلة دي مالهاش أي لزمة ، رموشها
مناسبة لعنيها . ببساطة .
دا حتى لو افترضنا جدلا عن
كل الحاجات دي بتضيف شيء من الجمال ، فهو جمال صناعي غير طبيعي .
جمال زائل بابسط الاشياء .
منديل ولا نقطتين ميَّه يلخبطوا وشها ويخليه لوحة رسم طفولية .
جمال زائف بتضحك بيه على
الناس السزج .
جمال كداب بتكدب بيه على
نفسها ، عشان نفسها شايفه نفسها انها مش جميلة .
فالموضوع ببساطة ان انتي
جميلة زي ما انتي . ( اقتنعي بجمالك ، بجمالك يقتنع غيرك ) .
والموضوع لما بدأ معايا كدا
. لاقيت انه مش هوا دا بس اللي المفروض نقول عليه ان الجمال بيظهر من البساطة فيه
. أكيد فيه كتير وكتير من الحاجات اللي محتاجين البساطة فيها . وان جمالها في
بساطتها .
حتى اني وصلت بالموضوع
للصغيرة والكبيرة .
للاساسيات والأصوليات . لكل
شيء . ولاقيت في كل شيء بساطة .
اسلامنا ذاتة . ببساطة نقدر
نتذوق طعمة . ببساطتة نقدر نفهم مدى جمالة .
قد اية اسلامنا بسيط . رائع
وجميل .
من اسمة نلاقي السلام .
ومن اركانة نلاقي كل مقومات
الحياه . وكل شيء في حياتنا اسلام .
حب واخلاص ووفاء والتزام .
كل شي .
يعني مثلا في صلاتنا تلاقي
منتهى الراحة والاطمئنان .
وبعيدا عن التفاصيل التي
ربما تكون في عمقها بعضا من تعقيدات .
نلاقي انها مفيدة نفسيا
وجسديا ببساطة . مفيدة بكل تفصيلة لكل تفصيلة في حياتنا .
وعلى موضوع الصلاة انا هجيب
مثال عني في حياتي ويومي الروتيني ربما الى ابعد الحدود وقد اية الصلاة شيء
بتريحني جدا . ودا لما كان زميل لي في شغلي جه ع الساعة 2.30 العصر تقريبا .
ولاقيتة بيقول قد اية انه تعب من الشغل جدا ومحتاج انه يرتاح شوية . وكان ردي عليه
انه عشان كدا تيجي فايدة من فوايد الصلاة . وتعالة نحسبها ، بنيجي الشغل الساعة 8
الصبح ونبدأ في شغلنا وتبدأ الضغوط اليومية الروتنية من رنات الهاتف المزعجة
والأوراق الكثيرة المتناثرة وصوت فلان المزعج وحركات علان المستفذة . وتبدأ الأرقام
والحسابات في حركاتها التصاعدية والتنازلية المتراقصة دائما غير الثابتة .
ولكن الى ان تأتي الساعة 12
ظهرا . نكون وصلنا لدرجة الانفجار وعدم التحمل لذلك يعلو الاذان مناديا ( الله
أكبر ) ( حى على الصلاة ) ( حي على الفلاح ) لتهدأ النفس في البداية بسماع الاذان
، وبعد كدا نهدا تماما عشان نستعد للصلاة ، نضع اقلامنا ، نغلق اجهزتنا ونذهب الى
الصلاة .
ومش بس كدا . الصلاة مش انك
تدخل زي ما انت المسجد وتبدأ صلاتك ، لأ . دا انت بتتوضا يعني بتغسل نفسك تماما من
الارهاق والعرق وطبعا معروف بدايتة منين لعند فين . ودا ان دل فبيدل قد اية
النظافة بتتخلل كل جزء منك صغيرا وكبيرا بمجرد الوضوء .
وتبدأ الصلاة اللي بتكون
فيها أمين النفس والروح ، مطمئن البال والحال .
بعد كدا بتلاقي ان نشاطك رجع
تماما ليك 100 % . وبترجع لشغلك وتبدأ الصراع اليومي المرير . لعند ما تيجي الساعة
3 تقريبا ودا وقت العصر تحس برضة ان انت خلاص فضلك ظلطة وتطلع بره . يعني باقي
شعرة وتتجن . أو كلمة واحدة وهتهب في وش اللي بيكلمك . وانك مش مستحمل أي نقاش او
حوار او أي صوت بجانبك . وفي الوقت دا برضة بتلاقي الاذان علي صوتة . وبيناديك
ربنا . ( حي على الصلاة ) ( حي على الفلاح ) وتقول لنفسك أيوة بقى . انتي فين من
زمان . ايوة فعلا الصلاة دي هيا الفلاح . وهيا دي يومنا . وأحلى ما في يومنا .
وتفتكر انه فعلا لما كانوا بيطلبوا الراحة بها ما كنش كلام ( ارحنا بها يا بلال )
.
وتروح للصلاة لتستعيد نشاطك
تماما 100 % . وهكذا .
نرجع للحياة السريعة لعند ما
بينتهي شغلنا الساعة 6 ودا بيكون وقت المغرب . نصلي المغرب .
وشويتين ونلاقي العشا . وبعد
العشا بشوتين كمان يجي النوم عشان ننام .
ونلاقي يومنا كله عبارة عن نظافة مستمرة ( خارجية وداخلية )
. وراحة نفسية دائمة .
دي جزء صغير من اسلامنا .
شايف قد اية البساطة ، قد اية الجمال .
وكل جزء في اسلامنا كدا .
بنفس البساطة . بنفس الروعة .
دا حتى لما نيجي نشوف
الديكور واثاث البيوت والمش بيوت . نلاقي ان كل ما تكتر الكراكيب وتبقى مقعلظة
بيكون شكلها مش حلو ولا بيكون ليها طعم خالص .
وقد اية لما يكون الديكور
بسيط بيكون جميل ومبين قد اية المكان واسع .
مش عشان كثرة الحاجات
والمحتاجات باسم اقتناء الاشياء الثمينة او اللي مش ثمينة نضيق على نفسنا عيشتنا .
وحياتنا تبقى مضغوطة .
وهوا ان بصينا للموضوع
ببساطة اكتر نلاقي الجمال الاكتر .
حتى الكتابة ، كل ما تكون
ابسط كل ما تبقى أحلى .
وكل ما تبقى ذات ذاك الأسلوب
شديد الصعوبة ، كل ما تبقى ما لهاش طعم . أو على القليل صعبة التذوق .
وبمناسبة التذوق ، حتى الأكل
والطبيخ . كل ما يبقى بسيط . كل ما يبقى أطعم .
وكل ما يكون فيه فزلكة كتير
. كل ما يبقى مليان أخطاء كتير .
وكل ما يكون حتى كميتة كتير
. كل ما يكون غير مشبع .
وفي كل شيء لما تكون البساطة
هيا السائدة وهيا القاعدة الاساسية . بتكون الأمور أسهل وأجمل وأروع مما نتخيل .
حتى لو كانت مجرد افكار أو مجرد أحلام كل ما تبقى بسيطة كل ما تكون اقرب الى
الواقع ، وأسهل في الفهم والتنفيذ .
فعشان كدا حبيت أني أقول
وأتكلم ببساطة عن – البساطة .
تعليقات
إرسال تعليق
رافعين معنوياتي . رأيك يهمني . ردك يسعدني .