استووا - صفوف المصليين
بعد أن قد اشرت في موضوعي ( شهر تصحيح مسار ) إلى صفوف المصليين ..
وكيف كانت وكيف هي وما هو
وضعها وشكلها .
أردت أن أضيف هنا بعض
الكلمات الخاصة بذلك الموضوع ، ذلك لأهميتة بالنسبة للجميع وان لم يكن فبالنسبة لي
هو من أهم المواضيع .
نسأل أنفسنا دائما . لماذا نحن
متفرقون غير متفقون .
لسنا متوحدون . دائما
مختلفون .
ونبقي سائلين أنفسنا هذا
السؤال دون أن نحاول حتى أن نجد اجابة .
فقط كل ما في الأمر أنة قد
أعجبنا هذا السؤال وتلك الكلمات .
فأخذنا نرددها في كل وقت وفي
كل حين .
ندعوا الله دائما . راجين .
متمنيين أن يكون لدعواتنا
مستجيب .
البعض منا يصل إلى عدم
الايمان فيُنهي دعواتة .
والبعض يبقى هو كما هو يردد
الدعاء المعتاد .
والنتيجة هي هي كما هي . لا
جديد .
أيضا لا يحاول أحدا ما أن
يتسائل ، ولماذا لا توجد اجابة ؟
فقط كل ما في الموضوع أننا
تعودنا أن ندعو .
إذا اردت أن تعرف حال
المسلمين . فأنظر إلى صفوفهم .
أنظر إلى صلواتهم . تعميق في
حالهم مع دينهم .
وهذا ما يجب أن يفعلة كل منا
.
وجب علينا أن نراقب أنفسنا .
حي على الصلاة . تجمعنا .
تجعلنا موحَّدين ، متفقين
جميعا غير مختلفين .
ولكن في صلاتنا . التي هي هي
للجميع .
القيام والركوع والسجود ، كل
شيء هو هو لا اختلاف .
ولكن الاختلاف ياتي من
صفوفنا .
نجد ذاك يبتعد عن أخية الذي
بجانبة . الذي يسجد كما يسجد هو ويركع كما هو الركوع .
الله أكبر . تجعلهم يسجدون ،
الله أكبر تجعلهم يركعون .
في نفس الوقت ، في نفس
اللحظة . ولكن كل في حالة .
مع العلم بان بداية الصلاة .
تكون تلك الكلمات هي البداية دائما ( استوا ، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة .
استوا ، ولا تجعلوا فرجة للشيطان . استوا ، وسدوا الخلل . استوا ، واعتدلوا .
استوا ، فإن الله لا ينظر الى الصف الأعوج ) ولكن لا أحد يلقي لهذة الكلمات أهمية
وكأنها لا تقال أو انها لا تخصهم .
و إن انتبه احدا منهم لهذة
الكلمات وراجع ضميرة وبالفعل بدأ هو من نفسة وأخذ يعدل من وقفتة ، أخذ يلاصق قدمة
مع أخية الذي بجانبة ، وبدأ في الإعتدال وتنفيذ ما قيل . إلا أنه بعد ان تبدأ
الصلاة وتنتهي الركعة الأولى تجد الوضع رجع إلى ما هو عليه . وكأن شيئا لم يكن .
وهذا كأنه بالفعل حالنا
تماما . بعضا من الأحيان نجد مشاعرنا وضميرنا قد استقيظ من غفلتة الطويلة .
نجد أنفسنا نشعر ببعضنا
وبحال أخواننا وأخواتنا لوهلة من الزمن .
نأخذ في البكاء ، نبدأ في
المظاهرات والتجمعات .
نطلب حقوقهم قبل حقوقنا ،
ونبدأ حتى أن نؤمن بانهم يستحقوا الفداء بأرواحنا .
ولكن سريعا سريعا ما يعود
الوضع إلى ما كان عليه .
بركان الغضب ينطفأ دونما سبب
.
مشاعر الحب التي قد صعدت إلى
أعلى الجبال تسقط سريعا لتنكسر وتتحطم .
تتحطم قلوبنا ، تتوقف عقولنا
.
على التفاز تبدأ الأصوات في
الإرتفاع والمطالبة بأن نتوحد .
أن نجتمع سويا . وأن نكون
يدا واحد .
ونقف وقفة واحدة .
وشعارات لا تنتهي .
وأشعار تتحول إلى أغنيات .
والأغنيات عبارة عن أحلام .
( الحلم العربي )
والأحلام تتحول إلى ضمائر
غائبة . ( الضمير العربي )
ولكننا في الأساس غير
موحَّدين ، غير متصافين .
في الأساس لسنا متحابين .
لذلك وجب علينا الاعتناء
بتسوية صفوفنا ، والاهتمام بالاعتدال ، وسد كل فرجة فيما بيننا .
وجب علي ايضا ان اضيف تلك
القصة التي قرأتها في أحد المواقع .
عرض بعض الدعاه على رجل أمريكل مشهد حي للحرم المكي وهو يعج بالمصليين قبل إقامة الصلاة ،ثم سألوه : كم من الوقت يحتاج هؤلاء المصليين للاصطفاف في رأيك ؟فقال : ساعتين إلى ثلاث ساعات .فقالوا له : إن الحرم أربعة أدوار .فقال : إذن 12 ساعة .فقالوا له : إنهم مختلفوا اللغات .فقال : هؤلاء لا يمكن اصطفافهم .ثم حان وقت الصلاة ، فتقدم الشيخ وقال : إستووا .فوقف الجميع في صفوف منتظمة في لحظات قليلة .فأسلم الرجل .
وهذا إن دل فإنما يدل إلى أي مدى نستطيع أن
نتوحد .
وأن نصطف سويا في لحظات قليلة .
ولكن فقط إن فتحنا قلوبنا . إن فكرنا بعقولنا .
الموضوع بسيط أسهل من السهولة .
كل منا يبدأ بنفسة ، في النهاية وجدنا أنفسنا
جميعا سويا .
هذا يقف بجانب ذاك ، الكتف في الكتف والرجل في
الرجل .
وأنا أقف بجانبك ونحن نقف بجانبهم . كلنا هكذا .
من بقى إذن مننا . ها نحن جميعا كلنا .
تعليقات
إرسال تعليق
رافعين معنوياتي . رأيك يهمني . ردك يسعدني .