سلو بلدنا في أفراحنا - النقطة



بتكلم مع صاحبي بخصوص بعض العادات والتقاليد المصرية الأصلية  . ولقيت ان الموضوع يحتاج فعلا انه ينكتب . او انه يتم إلقاء بعض الضوء عليه . ولو مش هيكون بالفكرة دي ( قضيه وكدا ) فهيكون مجرد ابداء رأي شخصي فيه .

والعادات والتقاليد اللي اشرت اليها فوق ، كتيرة ولو بدأنا الكلام فيها مش هنخلص .
فما اكثر تلك التقاليد وما اكثر تلك العادات . ولكن النقطة اللي كانت محور النقاش والجدال الذي طال لبعض من الوقت وخرج من نطاق الحوار بيني وبين صاحبي الى ان وصل لكل من هو مستمع من بعيد او من قريب . الى ان وصل الى هنا حيث من المحتمل ان يجده ويقرأة الأكثر . كانت عادتنا نحن المصريين في أفراحنا .
ولأن الموضوع دا فعلا كان يثيريني ويصل بي الى العصبية العمياء التي ربما لا ترى أراء الأخرين ورؤيتهم .

احيانا كثيرة لما كنت اروح احضر فرح ( اقصد بالفرح هنا ليس مجرد يوم العرس ، وانما اقصد كل تلك الايام المرتبطة بتلك المناسبة ) ومن كثرة تلك المظاهر التي كنت انتقضها كانت بتضيع مني طعم الفرحة . كنت لا استطيع ان اتذوق تلك المناسبة . وكانت تختلط بداخلي كل تلك المشاعر فلا اصل في نهاية الأمر إلى أيا منها .
وينتهي الفرح ويأتي من بعده الفرح والافراح الكثيرة التي لا تختلف كثيرا عن التي قبلها .
وما من تغيير . ولا اختلاف في شيء ( أي شيء ) .

ولكي أستطيع ان اوضح ما رأيتة ، وماأراه ، وما دار بيني وبين صاحبي ( أقصد ذاك الحوار والنقاش الذي دار ) لابد لي من أن أبدأ منذ البداية .

سلو البلد .  بس مجرد عادات وتقاليد ليس لها أي أساس من الصحة .
مجرد اننا اتعودنا اننا نعمل كدا . وبلدنا بتعمل كدا . وكل الناس بتعمل كدا . فمادام الموضوع كدا . يبقى اكيد صحيح .
بأي منطق ؟ بأي عقل ؟ بأي دليل نقدر ناخد الكلام دا ونمشي عليه طول حياتنا وطول عمرنا .

عندنا في مصرنا الحبيبة . وخصوصا في تلك القرى والمدن الصغيرة . هناك ما يسمى بـ ( النُقطة ) . والنقطة دي عبارة عن زي ما نقول كدا جمعية مثلا . أو نقدر نشبهها بحصالة . أو تحصيل حاصل . والنقطة كانت بداية الحوار .

العبد لله اللي هوا انا : أنا شايف ان موضوع النقطة دا موضوع غلط والمفروض اصلا ما يكونش موجود . والمفروض نبطل السلو دا ( سلو البلد ) .  

صاحبي : لية يا عم ؟ اية الغلط في كدا ؟ 

العبد لله : هوا موضوع النقطة في الأصل اية ؟ عبارة عن اية يعني ؟
مجرد انك بتودي فلوس لناس . وترجع تاخدها تاني . في وقت تاني .

صاحبي : طب ودي فيها اية ؟ دا دي حاجة حلوة . بتساعدك في مصاريف الجواز والى اخرة .

العبد لله : يا عم ما هي فلوسك في الاساس . ياإما هتكون فلوس هتدفعها بعدين . 
يعني كدا كدا . فرض واجب عليك او انه اتوجب عليك . 

صاحبي : بس دا بتبقى مساعدة عشان بتبقى الناس عارفة الظروف في الوقت دا والمصاريف وقد اية بيكون العريس محتاج عشان كدا بتيجي فايدة النقطة في الحتة دي . 

العبد لله : طب يا عم لية اصلا من الاساس . يا اما تعمل على قدك ويكون الاتفاق على كدا . يا اما ما تعملش .
ما انا ما ادلكش عشرة وارجع اخدها عشرين . عشان يفضل عليا عشرة ارجع اديهالك بعدين .

صاحبنا السعودي : وايش معنى النُقطة ؟ 

العبد لله : دي يا سيدي بتكون كراسة كدا ..

صاحبي : الكراسة الصفرا . 


العبد لله : ايوة الكراسة الصفرا . كراسة بيجيبها العريس ويقعد بيها والناس تيجي تديله فلوس . يسجلها عنده في الكراسة . عشان يوم فرح أي حد من اللي دفع الفلوس . يروح يرجعلة الفلوس . يا اما هيا هياها ويكون خلص اللي عليه . يا اما اكتر منها عشان يخلي للعريس التاني عليه .

صاحبي : يا عم دا اللمبي اتجوز وعمل فرح وكل دا – بالكراسة الصفرا . 

العبد لله : ايوة ما هو عشان دا كان تحصيل حاصل . كان محوش عند الناس . ولما اتزنق ما لقاش قدامة غير انه يرجع للكراسة الصفرا اللي كان داين بيها الناس .

صاحبنا السعودي : طيب وايش معنى سلو البلد ؟ 

العبد لله : هيا تقاليد وعادات نقدر نقول عليها انها تخص بس المصريين . 
سلو بلدنا بيقول . يعني عادتنا وتقاليدنا بتقول .
سلو بلدنا كدا . يعني اتعودنا واتربينا على كدا . 

صاحبي : طب وانت عايز يبقى البديل اية ؟ 

العبد لله : والله لو الموضوع لازم وأمر لا بد منه .
ممكن  نخليها عبارة عن هدية للعريس . 

صاحبنا السعودي : ايوة ممكن تكون مثلا شيء محتاجة في البيت . زي ساعة حائط مثلا . او أي شيء ناقصة في عفش البيت . 

العبد لله : ايوة بالظبط كدا . وعلى الاقل هتبقى فايدة للعريس وشيء شكلة اشيك .

صاحبي : طب ما هيا هياها . 

العبد لله : هيا هياها ليه . دي هدية . والتانية نقطة . 
دي شيء غير مطالب بِرَدُه . حاجة ذوقية . والتانية شرط وأمر لا بد منك انك تِرُدُه . وسلو بلد .

العبد لله : كويس انك جيت . احضرنا . قول يا عم اية رأيك في النقطة ؟

صاحبنا ( حد تالت لسة واصل ) : والله انا اخويا ما عملش نقطة . ودا عشان مسافر وما كنش لية في الموضوع دا يعني . 

العبد لله : شوفت اهو . يعني ما كنش عليه التزامات . فكان حر نفسة . وبكدا عرف انه يخرج من الوقعة دي . وعرف انه يطلع من الفرض اللي اتفرض علينا . فأرتاح . انا عن نفسي مش هعمل حاجة زي كدا . 

صاحبي : طب ازاي يعني ؟

العبد لله : مجرد انك هتكتب في كارت الفرح مثلا ان ما فيش نقطة . او عادي لما يبقى اليوم الموضوع ما تلمش نقطة . ولا تحطش تربيزة وعليها كراسة . او لما حد يسأل يبقى الجواب انه ما فيش .
وبكدا يبقى ارتحت . والناس رَيَّحت .
وبعدين هيا وجهات نظر . دي وجهة نظري وانا شايف كدا . ودي وجهة نظرك وانت شايف كدا .
انا بحترم وجهة نظرك . وما بقولش اني بشرط على الناس انها تعمل كدا .
ساعات فعلا يكون شيء كويس . وشيء تظهر فية الروح المصرية الأصيلة اللي بتحب تساعد في وقت الشدة .
وقد اية بتخترع حاجات تساعد في وقت الزنقات .
بس بقول اني ما ازنقش نفسي . ولا ازنق غيري بحاجة زي كدا . مش هتتمسح حتى بعد الموت
الشخص بيموت ولو فاضل عليه نقطة . بترجع برضة .
والشيء دا مجرد حاجة اتعودنا عليها . وسمناها في الأخر بإن دا سلو البد . سلو بلدنا كدا .

كان كل الحوار أعلاه . بل وأكثر من كدا . كله بيدور حول موضوع النقطة . والكراسة الصفرا بتاعت اللمبي .
ولكن دا بيخليني أشوف كل الحاجات الباقية في الفرح . من أول الفرح لعند نهاية الفرح .
ودا اللي بحاول يكون موجود في شخابيطي القادمة . مجرد طرح رؤية عن سلو بلدنا في أفراحنا
وهخليها زي ما تكون سلسلة بتتناقش حول الموضوع دا .


تعليقات

  1. أنا عن نفسي محبوش يعني لحد جميل عليه وبضايق أووي ووببقي قاعدة أفكر وأخطط ازاي ممكن أرجعه ..!!
    مع أني شايفة انها زي أي حاجة فيها سلبيات وإيجابيات ,
    وبعدين احنا مجتمعات بردو مش بالغني اللي هو
    فعشان كدا ,الناس بتكمل بعض ,بس بطريقة لطيفة ..!!

    ردحذف
  2. كلامك سليم يا ياسمين . الناس عندنا بتحاول بقدر الامكان انها تكون مع بعضيها في كتير من الاوقات . خصوصا في وقت زي دا . وبيكون موضوع المساعدة تحت مسميات مختلفة .من ضمنها النقطة مثلا .

    وبرضة عجبني ان انتي وضحتي ان الموضوع دا زي باقي المواضيع فيه السلبيات والايجابيات . مع اختلاف وجهات النظر في انهي فيهم سلبي وانهي ايجابي . ولكن بتبقى النقطة ان فية وفية .

    بشكرك ياسمين على وجودك الدايم . اللي منور دايما .

    ردحذف

إرسال تعليق

رافعين معنوياتي . رأيك يهمني . ردك يسعدني .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلم الأزرق

ملعون أبوها الحمامة أم غصن زتون ..

الشيطان يحكم ..