أستاذة تعاقب تلاميذها بمعاقبة تلاميذها لها
في الموضوع اللي فات اتكلمت عن
مسلسل ( الحلم الأزرق ) وانه كان فية
موضوع عايز احكي عنه بس ما حصلش نصيب . واني احكية المرة دي . وفعلا انا جاي
النهاردة عشان اقول اللي المرة اللي فاتت ما قولتهوش . وهيا عبارة عن جزء صغير
ومقطع من الحلقة الثانية في المسلسل . وبتتكلم عن زينب الأستاذة وازاي انها
اتعاملت مع الأولاد اللي هربوا من المدرسة وما حضروش الحصة . وازاي هوا المفروض
يكون تفكير الاستاذة وكيفية تعاملها مع تلاميذها . طبعا دا مش بيكون أول موقف لها
في التعامل مع مشاكل تلاميذها . ولكن أنا اخترت الموقف دا . وحبيت اني احكية
وابينة واضيفة هنا . لعل وعسى الفكرة توصل للجميع .
طبعا أنا كمان قطعت الجزء اللي
بتكلم عنه في الحلقة ورفعتة تاني عشان تكون الرؤية أكثر وضوحا . فلربما لم تكفي
الكلمات ولم أستطع أن أبين كل التفاصيل . والتي أجدها مهمة جدا .
الأستاذة
بتبدأ تقول للطلاب انهم يحضروا دفاترهم . وتلقي نظرة على الجميع واذا بها لا تجد
البعض في أماكنهم .
الأستاذة : ليش علي وأخواتة ما أجوا اليوم على المدرسة ؟ حدا بيعرف ؟
بما انه هن التلاتة مو جايين
معناته في شيء مهم .
هن جيرانك ما هيك يا غزل . ووينن
؟ يلا احكي لشوف .
غزل : ما فيني احكي راح يزعلوا مني اذا حكيت .
الاستاذة : هربوا من المدرسة ما بدهن يرجعوا ؟
طب بتعرفي وين بيكونوا هلا ؟
اذا ما حكتيلي وينهن هلا بتكوني
عم بضريهم لرفقاتك .
غزل : انسة ، يمكن هنن راحوا لعند النهر .
الاستاذة : انتوا افتحوا كتبكن واقروا فيها ، هلا برجع ما بِطَوِّل .
التلاميذ : حاضر انسة .
الاستاذة : عائشة خانوا .
عائشة خانوا : أمريني انسة .
الاستاذة : فيكي تدريلي بالك ع الصف شوي .
عائشة خانوا : خير انسة زينب . شو صاير .
الاستاذة : فية كم ولد هاربنين من المدرسة وانا رايحة اشوفهم .
عائشة خانوا : كيف عم يهربوا من المدرسة وعندهم هيك انسة حبابة متلك .
ولاد اخر زمن والله .
التلاميذ
الهربانين عند النهر ماسكين صنانير وقاعدين يصيدوا .
في الوقت دا
بتوصل الاستاذة . واول واحد بيشوفهم بينصدم .
انسة . اجيتي
انسة .؟!!
التلاميذ
واقفين ، مطاطأين رؤوسهم .
الاستاذة : يلا لشوف . قدامي على المدرسة قوام .
التلاميذ
واقفين قدام السبورة ورؤسهم كما هي . عيونهم في الأرض .
والفصل هاديء
ما فيش حس . ما فيش صوت . ما فيش نفس .
والاستاذة
رايحة جاية قامهم . بتفكر في عقوبة مناسبة ليهم .
وعائشة خانوا
واقفة ع الباب منتظرة القرار الحكيم . ربما يكون الأليم .
الاستاذة : عائشة خانوا .
عائشة خانوا : أأمري انسة .
الاستاذة : جيبيلي ها العصاية لقلك .
بترتفع عيون
التلاميذ الهربانين . مفزوعة .
عائشة خانوا : شو اجيبلك انسة ؟
الاستاذة : طلبت عصاية عائشة خانوا .
جيبيلي عصاية .
عائشة خانوا : بس يا انسة . انت مالك بالعادة .
الاستاذة : سوي اللي قلتلك عليه وبس .
عائشة خانوا
خرجت من الفصل وراحت عشان تشوف عصاية هنا ولا هنا . وبتكلم نفسها . أوف ولاد صغار
كيف بدك تضربيهم بالعصاية .
زوج عائشة
خانوا : شو ، شايفك عم تحكي مع حالك متل العادة .
شو في ؟ صاير شيء لا سمح الله .
طب شو طبختيلنا ؟
عائشة خانوا :
انت مو واخد عقلك غير الأكل عثمان أفندي .
عثمان أفندي : خير ، شو في يعني ؟!
عائشة خانوا : الأنسة زينب
عثمان افندي : اية
عائشة خانوا : قالتلي انه اجيبلها العصاية عشان تضرب فيها الأولاد
عثمان افندي مفزوعا وغير مصدق لما سمعه : شو .
بدها تضرب الأولاد بالعصاية .
عائشة خانوا محركة رأسها بالإيجاب ويظهر على وجها علامات الإستغراب والحزن
والمفاجأة : شفت !
عثمان
أفندي يترك ما في يده ويذهب ليجد عصايه .
ويجربها ليعرف مدى صلابتها .
ويغيرها ليجد
أخرى .
عائشة خانوا : شو عم تعمل عثمان أفندي .
عثمان أفندي : شوفي هاي العصاية . أمنيحة للضرب كتير .
عائشة خانوا :
عثمان افندي .
عثمان افندي يضع العصاية بالقوة في يدها ويقطع كلامها :
اية يلا . لا تتأخري ع الانسة . يلا . يلا بسرعة . بسرعة .
المنظر هوا
هوا في الفصل . الاستاذة منتظرة عائشة
خانوا بالعصاية .
بتوصل عائشة
خانوا . بتشوفها الاستاذة .
الاستاذة : ها . جيبتي العصاية معك . شكرا الك .
عائشة خانوا : يا انسة زينب .
عثمان خانوا يقطع كلام عائشة خانوا : يا انسة
زينب هادولة الاولاد لازم يتعاقبوا .
تحرك الاستاذة
رأسها بالايجاب . امم . ثم تستدير للتجه نحو التلاميذ الهاربنين .
تجلس على
كرسيها . ثم تنادي علي .
الاستاذة : علي .
يستدير لها
علي .
الاستاذة تعطية العصاية : امسك .
يمسكها علي
ومن ثم ينظهر الى الاستاذة . حيث ان الاخرين ينظرون الى العصاية من تحت لتحت .
الاستاذة : بدي منك يا علي .
ثم ترفع يدها ، تضربني بها
العصاية .
علي : بس يا انسة .
الاستاذة : بما انكم هربتوا من الدرس .
معناته انا مقصرة معكم . وبما اني
ما قدرت اني احببكم بالمدرسة . فهذا الذمب ذمبي انا .
عشان هيك انا اللي بستاهل العقاب
.
الاستاذة تنظر
إلى أسفل رافعة يدها مطأطأة الرأس . وكأنها بالفعل هي المذنبة .
علي : احنا اسفين يا انسة .
ثم يترك
العصاية من يده .ليذهب الى يدها ويمسكها ليقبلها .
في نفس الوقت
يتحرك معه الاثنان الاخرين .
علي : انتي ما لك ذنب . الحق كله علينا .
التلاميذ
الأخرين ( الهاربنين ) في صوت واحد : سامحينا يا انسة ما
عدنا نعيدها .
هذا وهم
يحتضنون الاستاذة . وتحتضنهم استاذتهم بكل الحب . مع ابتسامة عريضة على شفتها .
كالشمس حينما تنشر نورها ودفئها .
عثمان افندي يقول لعائشة خانو وهم على الباب يتابعون ويتأملون فيما يحدث حيث انه
شيء غير متوقع : كنت بعرف انها ما راح تضرب
الأولاد . بس كنت حابب اعرف شو بدها تعمل بالعصاية .
وطبعا بعد الحوار اللي صار ،
واللي بين الاستاذة وتلاميذها دار . بتضح الصورة للجميع .
والكل بيعرف اية اللي بقصدة واللي
عايز اني اشير الية واوضحة .
وطبعا انا خليت الحوار زي ما هو
بالكلمة . حتى بنفس اللهجة .
وهذا هو المقطع المشار اليه أعلاه
. للمشاهدة .
صباح الغاردينيا شرقاوي
ردحذفيالله لو كانت معلماتنا اليوم كِ تلك المعلمة
تغرس الحب والمسؤلية في قلوب طلابها دون توبيخ وضرب
إحساسها بِ المسؤلية رائع "
؛؛
؛
أستمتعت جداً
راقي في ذائقتك
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas
رائع هذا الحرف و يكتسي جمالا
ردحذفمنظمات عالمية : أسرار و خفايا
مش بحب التركي
ردحذفبس حلوة اللقطة دي..
مع ان مش كل اللقطات حتي لو واقعية
تنفع تتجسد ف المدارس..
ع العموم ذكاء المعلم بيفرق ,
صباح الجمال ريماس .
ردحذفلو الاساتذة بكل درجاتهم ، بكل تخصصاتهم ، بكل انواعهم واشكالهم - كانوا كدة .
هوا الموضوع بسيط جدا . مجرد مراعاة ضمير . ويتعرف مين السبب في الفشل . الاستاذ ولا التلميذ .
اللي كنت عايز اقولة - ان الاستاذة بالفعل استاهلت العقاب عشان ما قدرتش انها تخلي التلاميذ مرتبطين بالمدرسة ، ما قدرتش تخليهم يحبوا المذاكرة ، او انهم يحبوا يكونوا قريبين منها ، وبكدا كانت هيا الفاشلة .فشلت في اداء مهمتها بشكل كامل ، او بالشكل الصحيح . فاستاهلت العقاب وكان المعاقب هوا اللي واقع علية الضرر ( التلاميذ ) .
لو كل معلم ومعلمة عرفوا بس الموضوع دا . انهم هما المسئولين وانهم في اختبار حقيقي مع طلابهم . ونتيجة اختبارهم بتكون النجاح او العكس للتلاميذ . في كل المجالات . مش بس التعليم . الانسانية والاخلاق كمان .
استمتعت بمرورك وردك ريماس هذا كعادتك .
جميلة دائما بكلماتك . كلك ذوق .
نورتيني . شكرا ليكي .
اشكرك Mongi Bakir رائع مرورك . يسعدني ردك .
ردحذفاشكرك على وصفك بسيط الكلمات عميق المعنى .
تشكراتي على تواصلك الدائم .
منورة ياسمين .
ردحذففي الحقيقة انا كمان نفس الاحساس بالنسبة للتركي .
حتى اني وضحت النقطة دي في بداية الموضوع . بس الحق يقال انهم بيقدموا بالفعل شيء يحترم . شيء راقي هادف ناجح . والدليل على نجاحهم ظاهر وواضح للجميع . تقدري تلمسية في كل كلمة ، في الانتشار السريع الواسع النطاق في كل بيت .
بس مش عارف لية بتقولي ( مع ان مش كل اللقطات حتي لو واقعية تنفع تتجسد ف المدارس ) . لية لأ ؟واية يمنع ؟ لما حد يقدملي مشكلة ويقدملي حلها . ما استخدموش . على الاقل افكر فية واحاول اني احسنة ، او اني اظبطة واعدلة لو محتاج . الاهم انه اداني البداية . مسكني اول الخيط وعليا الباقي . وقفني على اول سلمة . بينلي رؤية ممكن اكون شايفها بس مش فاهمها او اني مش حاسسها .
وزي ما قولتي ان ذكاء المعلم بيفرق . دا صحيح ما فيش كلام .
اشكرك ياسمين على تواصلك الدائم .