أراكي أمامي منذ الطفولة ..

نعم أراكي .. منذ زمن بعيد وأنا أراكي ..
أراكي أمامي ..
فمنذ الطفولة وأنا أراكي ..
وفي كل الأوقات أجدك أمامي ..
ولا أعرف السبب .. فلم أسأل نفسي عن السبب ..
فربما تكون تلك هي الصدفة كما يسمونها ..
وأبقى بعيدا عنك .. ولا أعرف السبب ..
هل لأنك قريبة جدا مني ..
أم لأنك بعيدة فعلا عني ..
ولكني أحاول بأن أبقى بعيدا ..
أستمع إلى أخبارك ..
وأسمع أسمك دائما في أذني ..
وكأنة شيء عادي ..
فما المشكلة في ذلك ..
أراكي تكبرين أمام عيني ..
أكبر معك .. ولكن أنوثتك أكبر مني ..
ولا أعرف كيف أنتي ..
ولم أحاول حتى التفكير فيكي أنتي ..
هكذا كنتي ..
تمر الايام .. وأراكي يوما بعد يوم ..
ولم أفكر لماذا أراكي ..
وسافرت .. ولم أراكي ..
ومرت أيام فيها لم أراكي ..
هكذا كنتي .. لم أكن في الأساس أراكي ..
فما المشكلة في أنني لا أراكي ..
وعند رجوعي من السفر .. رأيتك امامي .. ولكن ليس كالسابق ..
رأيتك قريبة جدا مني .. ورأيتني قريبا جدا منكي ..
رأيتك هكذا .. حبيبة صديقي ..
وليس فقط هكذا ..
تحدثينني عنه .. وأحيانا أخرى يحدثني عنكي ..
ولكن ما من مشكلة ..
وما المشكلة ؟!
لا أعرف .. ولكن إلى الآن أسمع أسمك ..
بل زادت الأمور إلى أن وصلت بأن أستمع إليكي أنتي أيضا ..
وحدثت نفسي قائلا ما من مشكلة ..
هكذا هي الأمور .. وهكذا هي .. هكذا كانت وهكذا أصبحت ..
وما من مشكلة في النهاية ..
وأصبحت شاهدا على قصة حب ..
مصلحا أحيانا .. أحيانا معاتبا ..
ثائرا غاضبا مجاملا .. هكذا ..
وقصص الحب كثيرة .. وما بها أكثر بكثيرا ..

وتمر الأيام .. وإذا بي أجد نفسي مسئولا عنكي ..
عن كل حياتك وكل ما يخصك ..
تنتهي قصة حبك .. ولكن معي لم تنتهي قصتك ..
وأحاول جاهدا بأن أبقى بجانبك ..
أساعدك .. ربما أحيانا كنت أجاملك ..
ولكن الأهم عندي كان دائما هي سعادتك ..
ولم أعرف لماذا أهتم بكي ..
ولم أسأل نفسي .. لماذا ؟؟

تريديني بأن أحبك ..
ولا أريد ذلك ..
أتهرب دائما منك ؟؟ خائفا عليكي ..
ولن أكذب قائلا بأن خوفي كان عليكي فقط .. ولكن خوفي من نفسي ..
وخوفي أيضا على نفسي ..
فماذا أفعل إن أحببتك .. وماذا سيكون الحال وقتها ؟؟
وكيف ستصبح الأمور ..
أردتي ذلك دائما .. ولكني لم أفكر يوما في ذلك ..
وحاولت جاهدا الهروب ..
ولكن ما من فائدة ..
أكتشفت كل خباياكي .. عرفتك أكثر من أي شخص غيري ..
عرفت كل تفكيرك ..
كيف أنتي كإنسانة .. وكيف أنتي كأنثى ..
وكيف أنتي كأفعوانة ..
أفعى سامة تقتل كل من يقترب منها ..
تريدي دائما بأن تصبحي أنتي القوة ..
بأن تكوني أنتي السلطة ..
بأن تكون لكي القدرة ..
ولكنك كنتي عن الكثير تجهلين ..
فأنتي في النهاية لا تعلمين ..

وهربت منك باليوم واليومين .. ربما أكثر ..
ولكنك توصلتي إلي بطريقتك الخبيثة ..
التي لم أرى ولم أعرف مثلها يوما ..
ولم أصدق وقتها . هل هكذ تصلين إلي ..
أبهذة الطريقة تتحدثين معي ..
وأتذكر هذا اليوم كأنة كان اليوم ..
يعطيني تليفونة الخاص به .. قائلا : تكلم ..
سائلا أنا : من ؟!
قائلا لي : تكلم وستعرف ..
وإذا بس أسمع صوتك أنتي ..
قائلة : لماذا لا ترد على اتصالاتي .. ولماذا تغلق هاتفك ؟؟
وأقف حائرا تائها في ما يحصل .. غير مصدقا ..
قائلا لكي : هل أنتي مجنونة ؟؟ كيف فعلتي ذلك ؟؟
ولكنك كدائما وكعادتك ..
تبررين لي موقفك هذا ..
بأنة لم يتعرف حتى على صوتك ..
أريد وقتها بأن أنهي الحديث معك .. هاربا منكي ..
سوف أفتح تليفوني .. أتصلي في وقت أخر ..
وتنتهي المكالمة .. ولم تنتهي أنتي ..
وأجلس حزينا .. مفكرا في حال هذة الدنيا ..
مفكرا فيكي .. متذكرا بأن (( كيدكن عظيم )) ..
مؤكدا لنفسي بأنكي لستي كباقي الإناث ..
فأنتي شيء مختلف ..
جريئة .. مجنونة .. ذكية .. متناقضة ..
حنونة .. طيبة .. لا أعرف ماذا أنتي وكيف أنتي ؟!
ولكن في النهاية أنتي كما أنتي وستبقي أنتي ..

وجدت نفسي محاصرا من كل الجهات ..
وخيوطك العنكبوتية تلتف حولي .. لتجعلني وجبة تلتهميها ..
وكأنك أخطبوطة سامة مفترسة ..
تلتفين حولي بكلماتك وتصرفاتك وأفعالك ..
ولا أستطيع الفرار منكي ..
بل لا أستطيع في التفكير للهروب منكي ..
ولا أعرف ماذا أفعل ؟؟
وما هو الحل ؟؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلم الأزرق

ملعون أبوها الحمامة أم غصن زتون ..

الشيطان يحكم ..