خرجت أمشي في تلك الشوارع ..2

واليوم أيضا كالأمس ..
أستيقظ مبكرا ..
أريد فقط الخروج لتكرار ما فعلتة بالأمس ..
فربما أستفاد شيئا جديدا ..
أو أكتسب مهارات جديدة ..
كان في مخيلتي أن اليوم سيصبح كالأمس تماما ..
وأن الأمس هو اليوم .. واليوم هو الأمس ..
وهذا خطأ جدا .. خطأ فادح .. فليس من المعقول بأن الأيام شبيهة بعضها لتلك الدرجة التي تخيلتها ..
خرجت من البيت .. بعد ترددي كثيرا ..
عندما وقفت لبعض من الوقت أمام المرآة لأنظر إلى رأسي الفارغة من الشعر ..
ولكن في النهاية أتخذ القرار .. بأن أخرج .. لن أخسر شيئا ..
وأنة لن تحل المشكلة إذا كنت صاحب لون أسمر داكن فوق رأسي أو لا ..
أخرج .. لأقف بعضا من الوقت وجالسا بعضا من الوقت ..
منتظر ما سينقلني إلى بداية رحلتي القصيرة ..
والتي ستكون أقصر كثيرا من الأمس ..
ركبت ما يسمى بـ (( التوك توك )) أقابل أيضا أثنين من معارفي منهم من هو ذاهب إلى كليتة والآخر ذاهب إلى دراسة اللغة الإنجليزية
اللغة الإنجليزية التي أصبحت اللغة الأم هذة الأيام ..
ونحن من جعلناها هكذا ..
عندما تجاهلنا لغتنا .. لغة ديننا .. لغة كتابنا ..
وأخذنا نهتم بتلك اللغة ..
ولن أتحدث كثيرا عن ما هي اللغة الأم ..
وصلت إلى وسيلة المواصلات الثانية .. لأركب السيارة (( الميكروباص )) ..
وتذكرت عندما تحركت السيارة بأنني لم أشتري الجريدة ..
وحدثت نفسي قائلا بأنني سوف أشتريها عند وصولي ..
ولكنني تناسيت تماما أو تكاسلت .. لا أعرف ولكنني أكملت طريقي ..
وكان تفكيري منشغلا بأمور كثيرة ..
فقد كان هناك تطور كبير وملحوظ في الطرق ..
والزحام أيضا لم يكن كالأمس ..
في طريقي لتلك المصلحة الحكومية أرى مشهدا شد أنتباهي ..
الشخص صاحب العربة التي بها ساندويتشات الكبدة والسجق ..
والذي أكلت عنده أمس  ..
وتحدثت معه عن غلو اللحمة ..
وأخبرني قائلا : لازم كلة يضحي .. عشان الكل يعيش ..
اليوم أراه يجري من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ..
باحثا عن (( فكة 100 جنية )) .
ولكن للأسف .. من الواضح أن لا أحد يملك فكة لهذا المبلغ ..
وكأن هذا المبلغ أصبح مستحيلا ..
بعد تلك تأتي الرسائل متتالية من الله ..
الرسالة الأولى وهي تذكرة بقيمة المال الذي نملكة والذي لا نملكة ..
بالأمس كنت أصرف ما أملكة من مال دون تفكير ..
لم أفكر في اليوم .. واليوم هو الغد للأمس ..
إذن لم أفكر في الغد .. وهذا هو خطأ الأمس ..
والرسالة الثانية بأنني ليس من الضروري بأن أكون منتصرا في كل معاركي اللغوية دائما ..
فأمس كنت منتصرا واليوم أنا خاسر ..
ولا مانع .. فالأهم دائما بأن أحاول ..
ليس من الضروري بأن أكون منتصرا دائما .. ولكن الضروري بأن أحاول بأن أكون منتصرا دائما ..
الرسالة الأخيرة بأن أهم شيء هو أن أتذكر الله دائما في كل شيء ..
والتواضع هو الأفضل في كل شيء ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلم الأزرق

ملعون أبوها الحمامة أم غصن زتون ..

الشيطان يحكم ..