مسجون في أمريكا ..
طلاب في الجامعة يذهبون إلى أمريكا ليحضروا محاضرات وإلى ذلك من الأمور الخاصة بالكلية والكليات ..
ولكن فجأة تحول مسارهم من طلاب إلى إرهاب ..
فذاع في شتى وسائل الإعلام بأن هناك طلاب مصريين دخلوا أمريكا هاربين محاولين تدمير وتفجير بعض المراكز وإلى أخرة من تلك المصائب ..
فالحاصل . بعد أن ذهبوا الطلاب إلى أمريكا وبعد دخولهم ذلك الحلم الكبير ..
أخذ كل منهم واجهتة ..
البعض كان مستيقظا غير حالما . فحلم أمريكا وتلك البلد لم يكن يراودة . فبقى هو كما هو .
محددا أمامة هدفة وهو العلم والهدف الأساسي والرئيسي لزيارتة تلك البلد . وهم قليل
والكثير ممن كان هدفهم الأول والأخير هو الهروب . فقط تكون الكلية والعلم هو تذكرة السفر وهي التأشيرة وهو بداية الخيط لبداية حياة جديدة .
الكل كان مخططا واضعا نصب عينية خطة ومسار محدد يمشي علية .
البعض له معارف وأقارب وأصدقاء هناك .
والبعض قرر أن يتوه في تلك البلد خير من أن يتوه في بلدة .
إلا أن أبناء قريتنا كانوا مرتبين أمورهم .
مظبطين الأمور ومعهم رقم تليفون من سيأخذ بإيديهم ليمروا إلى بر الأمان .
محققين بذلك أحلامهم . وغايتهم .
وفعلا قد تحقق المخطط بالتمام والكمال ..
اتصلوا .. أتاهم .. ليأخذهم .
ويخبرهم .. هذة هي أمريكا ..
أنظروا وتمتعوا . افتحوا اعينكم ..
ويبدو بأنهم كانوا غير منتبهين لكلماتة ..
فهم مشغوليين بالنظر إلى تلك العمارات ..
إلى تلك البنات العاريات ..
هذا يتخيل نفسة ساكنا في واحدة من تلك ..
والأخر متخيلا بأنة بصحبة تلك ..
تمر أيام . ويحصل كل منهم على عمل .
وها هي الحياه بدات تضحك لهم .
هذة هي البداية فقط ..
العمل كان في مطعم للوجبات السريعة . الاثنان معا ، في نفس المطعم .
ويبدو بأن مجهود هنيدي لم يذهب سدى ( همام في امستردام ) .
فليس من الغريب بأن يتخيل كل منهم أن تدور به الأيام وتتحسن الظروف ويبقى الحظ حليفا لهم ليشتروا هذا المطعم .
بل ويشتروا الذي بجانبة والذي بجانب جانبة ..
مكونين سلسلة من المطاعم لا تنتهي ..
يمر اليوم . يمسك كل منهم الدولارات .
ويبدأ الحلم المعتاد . يذهب كل في خيالة .
هذا ممسك بسيجارتة نافثا دخانة في الهواء .
مبتسما ربما ضاحكا .
وكأنة يقول ها أنا ذا .
والأخر ممسك بفنجانة . يرشف الرشفة . تابعا إياها بهذا الصوت الذي يدل على استطعامة لذلك الطعم الجديد .
في هذا الجو العليل . وهذا الهواء الطلق .
يااااااه . لا أصدق أننا هنا صديقي في هذة البلد . في هذا الجمال .
نعم هذة هي الحياه . لا شيئا غيرها .
أمريكا ويا لها من أمريكا ..
أمريكا شيكا بيكا .. ليتشاركوا في الغناء ..
وتبدأ الضحكات تعلو . تعلو وتعلو .
يمر اليوم وراه اليوم . الانتهاء من العمل . ذاهبين إلى البيت .
يستريحوا بعض الشيء .
ولكن كيف لهم أن يرتاحوا وهم في ذلك الحلم الذي لا ينام .
ليرجعوا إلى تلك الشوارع الكبيرة المليئة بالكثير من المحلات والحانات والبارات والبنات ..
ليمتعوا أعينهم بما لم يروه سابقا . بما لم يعرفوه . بما كانوا فقط يتخيلوه .
الخيال أصبح حقيقة ..
والحلم يعيشون فيه الآن ..
فكيف لهم أن يستيقظوا ..
إنها فرصة . وأي فرصة . فرصة لا تتعوض .
فليستغلوا كل دقيقة في عمرهم . كل ثانية كل جزء من الثانية ..
وهم كما هم ..
ولكن فجأة تحول مسارهم من طلاب إلى إرهاب ..
فذاع في شتى وسائل الإعلام بأن هناك طلاب مصريين دخلوا أمريكا هاربين محاولين تدمير وتفجير بعض المراكز وإلى أخرة من تلك المصائب ..
فالحاصل . بعد أن ذهبوا الطلاب إلى أمريكا وبعد دخولهم ذلك الحلم الكبير ..
أخذ كل منهم واجهتة ..
البعض كان مستيقظا غير حالما . فحلم أمريكا وتلك البلد لم يكن يراودة . فبقى هو كما هو .
محددا أمامة هدفة وهو العلم والهدف الأساسي والرئيسي لزيارتة تلك البلد . وهم قليل
والكثير ممن كان هدفهم الأول والأخير هو الهروب . فقط تكون الكلية والعلم هو تذكرة السفر وهي التأشيرة وهو بداية الخيط لبداية حياة جديدة .
الكل كان مخططا واضعا نصب عينية خطة ومسار محدد يمشي علية .
البعض له معارف وأقارب وأصدقاء هناك .
والبعض قرر أن يتوه في تلك البلد خير من أن يتوه في بلدة .
إلا أن أبناء قريتنا كانوا مرتبين أمورهم .
مظبطين الأمور ومعهم رقم تليفون من سيأخذ بإيديهم ليمروا إلى بر الأمان .
محققين بذلك أحلامهم . وغايتهم .
وفعلا قد تحقق المخطط بالتمام والكمال ..
اتصلوا .. أتاهم .. ليأخذهم .
ويخبرهم .. هذة هي أمريكا ..
أنظروا وتمتعوا . افتحوا اعينكم ..
ويبدو بأنهم كانوا غير منتبهين لكلماتة ..
فهم مشغوليين بالنظر إلى تلك العمارات ..
إلى تلك البنات العاريات ..
هذا يتخيل نفسة ساكنا في واحدة من تلك ..
والأخر متخيلا بأنة بصحبة تلك ..
تمر أيام . ويحصل كل منهم على عمل .
وها هي الحياه بدات تضحك لهم .
هذة هي البداية فقط ..
العمل كان في مطعم للوجبات السريعة . الاثنان معا ، في نفس المطعم .
ويبدو بأن مجهود هنيدي لم يذهب سدى ( همام في امستردام ) .
فليس من الغريب بأن يتخيل كل منهم أن تدور به الأيام وتتحسن الظروف ويبقى الحظ حليفا لهم ليشتروا هذا المطعم .
بل ويشتروا الذي بجانبة والذي بجانب جانبة ..
مكونين سلسلة من المطاعم لا تنتهي ..
يمر اليوم . يمسك كل منهم الدولارات .
ويبدأ الحلم المعتاد . يذهب كل في خيالة .
هذا ممسك بسيجارتة نافثا دخانة في الهواء .
مبتسما ربما ضاحكا .
وكأنة يقول ها أنا ذا .
والأخر ممسك بفنجانة . يرشف الرشفة . تابعا إياها بهذا الصوت الذي يدل على استطعامة لذلك الطعم الجديد .
في هذا الجو العليل . وهذا الهواء الطلق .
يااااااه . لا أصدق أننا هنا صديقي في هذة البلد . في هذا الجمال .
نعم هذة هي الحياه . لا شيئا غيرها .
أمريكا ويا لها من أمريكا ..
أمريكا شيكا بيكا .. ليتشاركوا في الغناء ..
وتبدأ الضحكات تعلو . تعلو وتعلو .
يمر اليوم وراه اليوم . الانتهاء من العمل . ذاهبين إلى البيت .
يستريحوا بعض الشيء .
ولكن كيف لهم أن يرتاحوا وهم في ذلك الحلم الذي لا ينام .
ليرجعوا إلى تلك الشوارع الكبيرة المليئة بالكثير من المحلات والحانات والبارات والبنات ..
ليمتعوا أعينهم بما لم يروه سابقا . بما لم يعرفوه . بما كانوا فقط يتخيلوه .
الخيال أصبح حقيقة ..
والحلم يعيشون فيه الآن ..
فكيف لهم أن يستيقظوا ..
إنها فرصة . وأي فرصة . فرصة لا تتعوض .
فليستغلوا كل دقيقة في عمرهم . كل ثانية كل جزء من الثانية ..
وهم كما هم ..
وفجأة . تنقطع أحلامهم .
ويذاع في شتى الأنحاء ذكرهم .
وتنشر صورهم .
إرهاب . إرهاب . طلاب مصريين إرهابيين .
وأنتشر الخبر في جميع القنوات .
الصحف والمجلات .
الكل يتحدث عنهم . الكل يبحث .
ووجدوا أنفسم بعد أن كانوا قد استقرت روحهم ساكنة .
بعد ان كانوا مطمئنين . في بيوتهم ساكنين .
في رعب غير مفهوم .
ولم يكن باستطاعة عقولهم ان يفهموا ماذا حدث ؟ ما السبب ؟
تساؤلات وتساؤلات ما أكثرها من تساؤلات لم يجدوا اجابة لأي منها .
يرفع صديقهم الهاتف بعد أن كانوا قد اتفقوا بأنة لا خيار لديهم سوى ذلك .
وإلا فسوف تزيد الأمور تعقيدا .
وهم لم يفعلوا شيئا إلا انهم قد تركوا جامعتهم طامعين فيما يطمع به الكثيرين .
صديقهم يبلغ الشرطة ان من يبحثون عنهم موجودين لديه غير هاربين . وبأنهم في طريقهم اليهم .
وبدأت الأحداث تدور سريعا . والمشهد يتغير تماما .
الايادي مقيدة .
الافواه مفتوحة .
العيون في حركة سريعة .
لا يستطيعون الكلام . او النظق باية كلمات .
فقط وجدوا انفسهم ضائعين .
وجدوا ما كانوا يشاهدونة فقط في افلام الاكشن الامريكية .
وجدوه حقيقة وهم أبطال القصة الفعلية .
وتركوا انفسهم فاقدين الأمل في الغد . تركوا ارواحهم ليشاهدوا ماذا سيحدث لهم .
فقط سيسيرون في هذا الطريق الى النهاية .
ليعرفوا فقط ما هي النهاية .
وليفهموا ماذا فعلوا . وماذا حدث . وكيف حدث ما حدث ؟
يدخل الأول إلى قاعة صغيرة بها شخصان أحدهم سائل والأخر مترجم .
وتبدأ الأسئلة والتي كانت بدايتها الأسئلة المعتادة والطبيعية . ما اسمك وسنك ومن اين انت ؟
وسبب وجودك في أمريكا وكيف دخلت ؟ اين اصدقائكم الأخرين ؟
من هرب معكم ؟ واين هرب ؟ ومن اين هم ؟ كم عددكم ؟
والى اخرة من تلك الاسئلة التي تدور في محور اسماء وارقام وعناوين وهكذا .
ولكن كان الغريب في انه يعيد اسئلة بصيغة أخرى في اوقات أخرى . لعلة يمسك خطئا ما . أو اختلافا في الأقوال .
ثم يدخل الثاني ويدور معه ما دار مع زميلة الأول .
وبعد الانتهاء . يتم ابقاءهم على ذمة التحقيق لمدة الخمسة ايام .
اسئلة متكررة . بطرق مختلفة .
الى ان يحكم عليهم بمدة ليست بالكثيرة . فقد حكم عليهم ما يقارب الاربعة شهور يزيدوا قليلا او ينقصوا قليلا .
دخلوا السجون .
هم الى الآن غير مستوعبين لما يحدث .
فقد تركوا انفسهم وعقولهم عائمة واهمة ضائعة فيما يحدث .
كيف وصلت بهم الاحداث الى ذلك الحال ؟
كيف كانوا وماذا اصبحوا ؟
كيف كانت البداية وكيف هي النهاية ؟
اتلك عقوبة من الله ؟
ام انه الحظ لم يكن في صفهم الى النهاية ؟
وهم جالسين في تلك السيارة المحاطة بسياج من الحديد .
على نوافذ السيارة . وايديهم مقيدة .
ينظرون الى العمارات الشاهقة والى البنات العارية ولكن هذة المرة مودعين لهم .
بعد ان كانوا ينظرون اليهم وهم يبتسمون مهللين فرحين بأن تلك هي البداية .
يعاد المشهد ثانية والدموع في عيونهم لا تستطيع السقوط .
ينظرون وكأنهم موجهين لعناتهم الى كل ما حولهم . انتم السبب ؟
تعليقات
إرسال تعليق
رافعين معنوياتي . رأيك يهمني . ردك يسعدني .